اخبار محلية, الصناعة و الزراعة و الطبيعة و عالم الحيوان, سياسية و اقتصادية

اقتراح – ليكن يوم الأرض الفلسطينية يوم عطلة رسمية بحسب القانون

الكاتب: محمد علي سعيد – بلدة طمرة الفلسطينية

  • في الثلاثين من شهر آذار عام 1976 كان يوم الأرض الأول، حيث هبت جماهير شعبنا الصامد هبة رجل واحد وأعلنت إضرابا عاما، وتصدت بأجسامها وحناجرها وعقولها وعواطفها لسياسة الحكومة الإسرائيلية ولأجهزة قمعها المتمثلة بالشرطة والجيش والعملاء، تصدت لهم جميعها دفاعا عمّا تبقى لنا من أرض وتعبيرا عن تمسكنا بها وإصرارا على البقاء في وطننا ولا وطن لنا سواه، وسقط أثناء المواجهات المباشرة مع قوى البطش ستة شهداء بررة.
    وكان قرار الإضراب الذي اتخذته مؤسسات شعبنا، والإضراب ما هو إلا وسيلة نضال شعبية وسلمية وشرعية، وسيلة تحترمها جميع القوانين عدا في بلادنا “المتحضرة والديمقراطية كما تزعم”.
  • من يرصد العلاقة بين الشرطة والجماهير في يوم الأرض، يخلص إلى نتيجة واضحة تؤكد بأن جميع الصدامات حدثت بسبب استفزاز الشرطة للجماهير والاعتداء عليها.
  • منذ عام 1976 وجماهير شعبنا تحيي ذكرى يوم الأرض الخالد، الذي يتميز بالإضراب العام غالبا، وبالمسيرات التي تنتهي بمهرجانات الخطابات الوطنية دائما،، وبالندوات الأدبية والسياسية أيضا، وبغرس فسائل الزيتون أحيانا. وعودة الجماهير إلى بيوتها مشحوذة ومشحونة الهمم ومصممة على الصمود أكثر وأكثر، ومؤكدة بأنها بوحدتها وبتضحياتها وبشجاعتها أقوى من كل أنواع القمع والإرهاب والتمييز.. وتنتقل قصص كفاح يوم الأرض من جيل إلى جيل، وتبقى نبعا ثرا للإبداع الأدبي والفني.
    • ومع كل ذكرى ليوم الأرض تطفو على السطح وجهات النظر المختلفة بين قيادات القوى السياسية العاملة في مجتمعنا العربي الفلسطيني: بين مُطالب بالإضراب ومعارض له، ومكان المهرجان الرئيسي وعدد المتحدثين وانتماءاتهم وترتيب ظهورهم على المنصة وفقرات الاحتفال وغير ذلك، ولكل قيادة مبرراتها التي تخدم موقفها وبرنامجها السياسي.
  • وكثيرا ما فقد المواطن الاعتيادي مكان عمله لأنه أضرب، ولهذا كان البعض يحتاط للأمر بالحصول على تقرير طبي ليقدمه إلى صاحب العمل، وإذا لم يضرب المواطن العادي فصفة الخيانة والجبن والعيب جاهزة لدى موزعي شهادات الوطنية، ناهيك عن حساسية موقف المؤسسات التعليمية من معلمين وطلاب والاستعانة المكشوفة بلجنة أولياء أمور الطلاب في المؤسسة لتنفيذ الإضراب.
  • ونحن فلسطينيي إل 48 لنا أعيادنا الطائفية بنا كمسلمين ومسيحيين ودروز، هذه الأعياد الطائفية تزيد من وشائج العلاقات الطيبة بين أبناء الطائفة نفسها وبين أبناء جميع الطوائف بحكم تقاليدها من بهجة وإيمان وتبادل زيارات المعايدة، وكل عام وانتم والعالم بخير.
  • ولكننا بحاجة إلى عيد أو يوم يجمعنا معا، ويعبر عنا جميعنا ككل واحد وليس كمجموعات طائفية أو عرقية. فيوم الاستقلال هو يوم نكبتنا، ولن يكون عيدا لنا، وعيد الاستقلال الفلسطيني (الآتي حتما)، هو عيد لنصفنا الآخر، نشاركهم الفرحة والاحتفال وليس أكثر من ذلك.
  • ويبقى يوم الأرض هو يومنا هو عيدنا الوطني والقومي الرسمي الذي يوحدنا ويعبر عن صمودنا وبقائنا وآمالنا وآلامنا.
    وهل يوجد أقدس من الأرض كي توحدنا ونحتفل بها ولها.
    وحتى يكون كذلك يجب أن يكون يوم عطلة معترفا به رسميا وقانونيا على مستوى الحكومة، وليس الجماهير العربية فقط،
    وعندها لن نناقش مع أو ضد الإضراب، والمواطن العادي الذي يركض وراء لقمة عيشه، لن يقلق في نومه وهو حائر بين لقمة العيش والالتزام الوطني بالإضراب العام، والهيئة التدريسية لن تنسق مع لجنة الآباء، وغير ذلك من مواقف يعرفها الجميع.
    ويكون الإضراب دائما وتبقى مظاهر الاحتفالات التقليدية من مسيرات ومهرجانات وندوات، لأنها أصبحت من طقوس يوم الأرض.
  • وعليه، فإني أتوجه إلى جميع أعضاء الكنيست العرب والمؤسسات المدنية العربية بالعمل على جعل يوم الأرض عطلة رسمية معترفا بها قانونيا.
    آمل أن يجد اقتراحي أذنا صاغية ورغبة صادقة في تنفيذه.
  • منذ أكثر من ربع قرن وأنا أنادي بهذا الاقتراح، واتحدث عنه أينما كنت وكتبته أكثر من مرة.. وأنشره في صفحتي وفي غيرها من وسائل الإعلام.