الشباب و الرياضة, سياسية و اقتصادية, مقالات

النجاة من الموت إلى مستقبل مجهول

بقلم ميساء ابو زكري، غزة – فلسطين

“بين ذكرى وذكرى، توجد بلاد، حدود، حكومات، وإحتلال، وبين الموت والنجاة سفينة ومعبر وتنسيق “
تقول إحداهن بعد غربة دامت أكثر من ثلاث سنوات بهدف الدراسة، بإن الوطن هو الأكثر حنانًا مهما تعدد وجه الموت فيه، وكادت مقومات الحياة أن تنعدم.
هناك في أصغر بقعة فالعالم التي يطلق عليها “غزة”، يوجد أكثر من ٢ مليون إنسان جلهم يفكرون في الهجرة دون عودة، يظنون بإن الجنة سوف تفتح أبوابها بعد الخروج من غزة، ولا يدركون بإن ما خلف أسوار غزة سوف يرون أوجه جديدة للموت.
يسوء الوضع الإقتصادي في قطاع غزة يومًا بعد آخر، بسبب الحصار الذي مازال قائمً منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، وتضيق الأحوال على الشباب، فيحاول بعضهم خلق فرصة عمل في الوطن والبعض الآخر يحاول السفر والعمل خارج حدود الوطن.
ولكن أنك تحمل جواز فلسطيني تكن عليك الشروط كثيرة، والتضيق يزيد كلما دخلت حدود بلاد جديدة، لتطرق أبوابها لعلهم يجدون وجهًا جميلًا للحياة، يخضع الفلسطيني وتحديدًا الذي يثبت عليه أنه من مدينة غزة، لتفتيش والإنتظار الذي يدوم لساعات طويلة وكأنه يشكل خطرًا كبيرًا على أمن الدول.
يلجأ الكثير من الشباب الي الهجرة الغير الشرعية إلي أوروبا وهي التي راح ضحيتها عائلات بأكلمها في عرض البحر، دون أن يلتفت إليهم أحد، ضلت أجسداهم تأكلها الأسماك وما تبقى منها لفظه البحر على شاطئه، حتى لم تّكرم أجسدهم بالدفن، وكأنه كتب على أجسادهم العناء حتى بعد الموت.
ولعل من أشهر المفقودين، عدد من المواطنين فقدوا خلال هجرتهم مع عوائل بأكملها فيما عرف بسفينة السادس من سبتمبر/ أيلول لعام ٢٠١٤ التي غادرت من سواحل الاسكندرية باتجاه إيطاليا، قبل أن تتعرض للغرق دون معرفة مصير عدد منهم.
ونعود بالذاكرة إلي عام ٢٠١٤بعد أن شن الإحتلال الصهيوني عدوانًا على قطاع غزة، ازدادت عمليات التهريب والهجرة بعضها انطلاقًا من داخل القطاع عبر الأنفاق التجارية التي كانت متواجدة على حدود سيناء ومن ثم التوجه نحو بحر الاسكندرية للانطلاق تجاه السواحل الإيطالية بمساعدة مهربين.
أما الوجه الآخر للهجرة وهو الخروج من القطاع بشكل رسمي عبر معبر رفح ومن ثم الهجرة بنفس الطريقة من مصر، أو من خلال سواحل تركيا التي استقبلت في السنوات الأخيرة أعداد كبيرة جدًا من الشبان الغزيين الذين وصلوا إليها للدراسة أو بحثًا عن العمل ومن خلال سواحلها تبادرت إليهم الهجرة إلى اليونان ومنها إلى دول أوروبا الأخرى على غرار اللاجئين السوريين وغيرهم.