الصحة و الغذاء و البيئة, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية, مقالات

تطبيقات العلاج بالفن للمسنين

بقلم وفاء عويس، فلسطين

أستوقفتني عبارة احد كبار السن حين قال  “انا زرعة لكنها خابت”

لطالما احببت كبار السن جلست معهم بالساعات لم اكن اتكلم كنت انصت فقط, ابحر في بحر تجاربهم, استقي من نهر عواطفهم, هم جبال البركة وبقة الحياة

ارتأيت في هذا المقال ان اوضح اهمية العلاج بالفن بشكل عام ومدى فاعليته وكيفية تطبيقه لكبار السن

   تعد مرحلة الشيخوخة احدى مراحل النمو الاساسية بعد ان تم عجن وخبز الحياة بكل اشكالها يرافق هذه المرحلة تغيرات فسيولوجية واجتماعية ونفسية وقد تختلف حدتها من شخص لاخر ومن بيئة لاخرى كذلك تتأثر بالمحيط المجتمعي والنظرة المجتمعية السائدة لهذه المرحلة , تظهر بعض الاعراض او السلوكيات التي تعيق تكيف المسن مع اسرته ومجتمعه وبالتالي تؤثر على توافقه مع ذاته

اثبتت احدى الدراسات ان المشكلات التي يعاني منها المسنون  في فترة الشيخوخة فقد المكانة الاجتماعية بنسبة 77%, تليها مشكلة الشعور بالوحدة النفسية بنسبة 75%, ثم نسية 65% لمشكلة الشعور بالاهمال ونسبة 50% لمشكلة قضاء وقت الفراغ

يقول الكاتب امادو همباتي “في افريقيا عندما يرحل مسن, فان ذلك يكون بمنزلة احتراق مكتبة او حديقة بالكامل”

امضيت اربعة اشهر كاملة بالتعامل مع المسنين باستخدام العلاج بالفن لمحاربة الافكار السلبية وقتل الفراغ والشعور بالوحدة, التغلب على مشاعر الفقد, ايصال فكرة ان دورهم ما زال فعال في الحياة

يعتبر الفن بكل اشكاله وسائل عظيمة للتفريغ النفسي وتحسين النظرة الداخلية للذات وزيادة تكيف الفرد مع المجتمع والبيئة المحيطة وهذا ما يحتاجه كبار السن في مراحل العمر المتقدمة

يجب مراعاة الكفيف منهم والغير متزن, الغير قادر على الوقوف فترة طويلة, عدم الاستقامة, وكل ما يمكن ان يعيق استخدام هذه الطرق والاساليب

النشاط الاول

تستدير جلستهم على شكل حذوة فرس, يمسك المسير للجلسة طابة خفيفة ويمررها بشكل عشوائي, على من يمسك الطابة يذكر حدث سعيد من الماضي مع اعطاؤه كامل الوقت الذي يحتاج تبقى الطابة بيده الى ان يشعر انه اكتفى من الكلام, من الشرعي جدا تعبيره عن مشاعره سواء في البكاء او الضحك

يعمل هذا النشاط على اخراج المشاعر الايجابية واعادة استشعارها وزيادة هرمون السعادة عدا عن ان مشاركة الفرح مع الاخرين تزيد من ترسيخه في خلايا الدماغ

النشاط الثاني

“ارسم رسالة ” لاي شخص يريده واي افكار يريدها , بحيث تصل الرسالة من النظر اليها

مهم \\ (من الممكن ارسال الرسمة للشخص المقصود دون علم المسن كي لا يرسم امال ويخيب امله في حال عدم وجود الرد على الرسالة)

النشاط الثالث

حسب الامكانية, احضار (المعجونة) (ملتينة ) (عجينة السيراميك) وتشكيل اقرب الاشخاص له, عمل مجسمات صغيرة من الممكن الاحتفاظ بها وعرضها للبيع لصالح الشخص مما يزيد دافع الانتاجية

النشاط الرابع

لزيادة الانسجام بين المجموعة تطبيق نشاط المراة, بان يكون الاول مراة الثاني مع التركيز بالنظر للعين فقط وتحريك اطراف الجسد كما يتحرك الاول ثم التبديل والعكس, يعزز هذا النشاط التواصل البصري, كما ان العيون تخبرنا بالكثير

النشاط الخامس

“التمثيل” من الممكن اقتراح سيناريو او قصة فيها شخصيات واحداث ويختار كل شخص الدور الذي يحب ويعبر عنه وبالتمثيل الصامت مع صوت الموسيقى فقط

(ملاحظة تعابير الوجه, وان رأينا ان المسن يحتاج للمزيد من الوقت بهذا الدور اعطاؤه اكبر وقت يحتاجه ليفرغ عن ما بداخله)

ومن المقترح ايضا ان يتم تأليف السيناريو او القصة من قبل المجموعة ثم تمثيلها

النشاط السادس

احضار ادوات موسيقية من قبل الميسر, يتم الغناء والتلحين والرقص بكل حرية وبدون اي قيود او شروط “يوم غنائي حر”

النشاط السابع

“نشاط تحقيق الذات” يطلب من كل شخص ان يكتب اسم المهنة التي يحب او كان يتمنى امتهانها في الماضي

وبعد توفير كافة المستلزمات والمساعدات اللازمة لتنفيذ النشاط يتم تطبيقة

مثال: كتب احدهم وكان يعمل استاذ مدرسة, “اتمنى لو كنت كوافير في صالون مزين بالزهور”

تم تجهيز غرفة بالزهور المتنوعة والالوان الزاهية والمعدات اللازمة واشخاص متخصصين للمساعدة ونفذ النشاط وتحققت الامنية تخلل اليوم ضحك وموسيقى واجواء مريحة وسعيدة ,

 قال بنهاية النشاط “شكرا انكم سمحتم لي بخوض هذه التجربة التي اوضحت لي اني لا اصلح لان اكون كوافير ولو لم اجرب كانت ستبقى حسرة في قلبي”

النشاط الثامن

رحلة خارجية يتخللها تكوين علاقات اجتماعية مع الخارج وتقديم هدايا, رسائل, لعب العاب فعالة مع الاخرين كالشطرنج والتطريز وعمل الكيك وغيرها

النشاط التاسع

“الرسمة المشتركة” يجلس كل شخصين معا ويحصلان على ورقة كبيرة وعلبة الوان وعليهم ان يرسما رسمة واحدة مشتركة بحيث يكون الرسم حر وعشوائيا وبدون تخطيط مسبق مع اخد كل الوقت الذي يحتاجانه

من الممكن ان يتحدث كل مجموعة عن مشاعرهم ورأيم برسمتهم وعن تجربتهم بالعمل سويا, كيف كانت البداية, متى تقرر الانهاء ,الخ

من المهم جدا في نهاية كل جلسة التحدث بشكل عام عن الاعمال الفنية المنتجة وعن المشاعر تجاه كل نشاط, ماذا افاد النشاط, ما الذي اعجب كل شخص, ما الذي لم يعجبه, في اي موضع شعر انه غير مرتاح \ مرتاح

مراعاة كل الظروف الصحية والجسدية والعقلية لكل فرد وتوفير نشاط بديل ملائم لتفاعله مع المجموعة

المساحة والادوات التي تحتاج لتحضير مسبق يجب ان تحضر قبل بيوم او يومين حسب الاحتياج

مشاركة المسير للمجموعة تزيد من التفاعل والثقة وقوة العلاقة بينهم

وفاء عويس

مرشدة نفسية في مجال العلاج بالفن والتفريغ النفسي

دبلوم العلاج بالفن

ماجستير علم النفس الارشادي