الاخبار, الشباب و الرياضة, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية, مقالات

كلمات من إمرأة لإمرأة

بقلم عُلا حسن الكحلوت، غزة
نعلم أن الثامن من آذار لكل عام، هو اليوم العالمي لنا، نحن اللواتي نضيف للحياة رونقها في حضورنا و أفكارنا و صبرنا و شجاعتنا و حكمتنا، فكم من إمرأةٍ خلدها التاريخ و كانت قدوة لغيرها، و كم من إمرأة طواها الزمان لأنها كانت منشغلة بسفاسف الأمور..!

و هذا اليوم الذي خُصص لنا للاحتفاء بنا عالميًا، ما هو إلا فعلُ قليل و بسيط أشعرنا نحن معشر النساء بالتبجيل و التقدير من النصف الآخر في المجتمع، بأننا ركن أساسي منه..!
رغم أننا في الحقيقة، لسنا بحاجة إلى يوم فقط، بل بحاجة إلى أن نُقدر و نُكرم و نُذكر في كل يوم و ساعة، و أن يتوقف العنف عنا بشتى أنواعه، و محاكمة و معاقبة كل من تجرأ للاعتداء علينا أو قتلنا، فجرائم القتل كثرت و خلق تبرير القتل كاذب و خادع، و بريء كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف!
القانون هو المجرم الأول في هذا المشهد، فسكوته و مماطلته و تشريعاته التي لا تسمن و لا تغني من جوع سمح للمجرمين بالتجرؤ و المفاخرة بجريمته!
فكم من امرأة عُنفت تحت يد من هو أقرب الناس لها، زوجها، أخيها، أبيها..!
و كم من إمرأة قُدرت و كُرمت و اسُتوصى بها خيرًا من أهلها لأنها امتثلوا لسنة الرسول الحبيب المصطفى الذي كان نعم الزوج و الأب لزوجاته و بناته!
” ما أكرمهن إلا كريم، و ما أهانهن إلا لئيم”
فهيهات بين الكريم و اللئيم!
و لعل أكبر لئيم نعاني منه نحن في شعبنا الفلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي، و جرائمه الكبرى و مجازره كمجزرة صبرا و شاتيلا و اغتصاب النساء و قتل الحوامل، و حتى تعذيب الأسيرات و اعتقال المرابطات على أبواب المسجد الأقصى!

و لكن لنقف نحن النساء قليلًا، و نتأمل فطرتنا التي حباها الله لنا، و نعترف بأن حياتنا ناقصة بدون الرجل، فوجود الأب المعطاء و الأخ الحنون و الزوج الحليم يعطينا الأمان والقوة، فيا أيتها النساء العاقلات الواعيات حق الوعي و الفهم، و المتعلمات و المثقفات حق العلم و الثقافة، أن لا تُبدلن دوركن و مهامهكن مع الرجل، فالرجل له مهامه، و نحن لنا مهامنا، و حياتنا متكاملة بوجودهم، فلا هم يستطيعوا العيش بدوننا و لا نحن!
فتأني باختيار شريك حياتك حق التأني، و ترفقي بنفسك، و لكن إذا ما كان اختيارك لشريك حياتك غير موفق، انفصلي ولا تنتظري منه أن يتعدل حاله، أو تصبري من أجل الأولاد، فوجودك مع شخص عنيف أو مدمن على المخدرات أو الكحوليات أو غير ذلك، كابوس و قلق و أرق لا يهدد حياتك فحسب، بل المجتمع عن طريق خلق جيل يُعنف من حوله فيما بعد!
و اقرأي و تعلمي و تفقهي في كل شيء، اقرأي الكتب، تابعي محاضرات، استغلي الانترنت في متابعة الندوات العلمية، بدلًا من الانشغال المفرط بالقيل و القال، و مستحضرات التجميل، اشغلي وقتك بما هو مفيد، لتعطي المجتمع جيلًا واعيًا شغوفًا بالقراءة و الإبداع….
و صدق الشاعر حينما قال هذه الأبيات:
إن الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت مدرسة من طيب الأعراق