أدبية، روائية و شعر, الشباب و الرياضة, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية, مقالات

(لصوص الطاقة و الأحلام و كيفية مواجهتهم)

( لصوص الطاقة و الأحلام و كيفية مواجهتهم )

المحاضر الدولي الدكتور عصام جمعه خبير التنمية الذاتية و الإدارية


ما هو علم الطاقة ؟

يخطر اسم شخص ما في ذهنك فتره يطرق بابك بعد لحظات أو يتصل بك على هاتفك، تشعر الأم بخوف مباغت على طفلها الرضيع أثناء عملها ، فتهرع إليه مسرعة فتجده على طرف سريره على وشك السقوط، لماذا ينقبض قلب الكثيرين عندما يدخلون مستشفى او مكانا لا يحبونه، و لماذا يشعرون براحة عجيبة عندما يدخلون إلى مسجد أو مكان يألفونه ؟؟

يبين الدكتور عصام جمعه مفهوم علم الطاقة البشرية بشكل عام، يقول هو علم قديم حديث لأنه علم يتم تداوله منذ مئات السنوات، إلا أنه لم يخرج بشكله الحديث وخصوصاً في العالم العربي إلا منذ سنوات قليلة.

علم الطاقة البشرية هو علم مختص في إطلاق الطاقات الكامنة الموجودة في جسم و عقل الإنسان، فالإنسان لا يستخدم من قدراته الجسدية و العقلية و النفسية إلا أقل القليل منها، حيث أن أحدث دراسة في هذا المجال تشير إلى ان الإنسان يستخدم ما يقرب من 2% من قدرات المخ، و أقل من 5% من قدرات الجسد، لذا تقوم تمارين علوم الطاقة بالعمل على استخرج تلك الطاقات الكامنة ولو بجزء بسيط؛ كي تنعكس بشكل حيوي وإيجابي على شخصية الفرد و حياته سواءً العامة أو الخاصة.

ويضيف الدكتور عصام جمعه يوجد حالياً في العالم الغربي ما يسمى بعيادات العلاج بالعقل الباطن، وهي عيادات خاصة تعمل على تقوية قناعات الإنسان الإيجابية بنفسه، والتغلب على كل المشاعر والأحاسيس السلبية التي من الممكن أن تدمره، فلو علمنا أن ذهن الشخص يستقبل يومياً ما متوسطه 60 ألف فكرة يومياً، ولنفرض أن شخصاً ما كانت قناعاته الشخصية عن أغلب هذه الأفكار سلبية -كالشخص المحبط او المكتئب مثلاً- فلنا أن نتخيل عندها كيف يمكن أن تكون الحياة اليومية لهذا الشخص، جدير بالذكر أن العلاج الذاتي لا يلغي الدواء والأطباء، بل هو يعمل بصورة تكميلية لهم من خلال زيادة قابلية الجسم على التعافي بشكل أسرع وتقبل العلاج بشكل أسلس وأسهل، وقد ثبت علمياً أن الشخص المتفائل يسهل أن يخرج من أمراضه بسرعة أكبر من الشخص المتشائم، حيث أن طاقة الشخص المتفائل لا تتوافق أبداً مع طاقة المرض فيتخلص منه بسرعة/ بينما نرى الشخصية المتشائمة كيف تعاني أكثر مع الأمراض و لفترة أطول، و عندما تخرج من مرض فإنها تقع في آخر.

و يردف الدكتور جمعه قائلاً : في العلوم التي نقوم بتدريبها ، نعمل على تقوية قدرات الإنسان غير المستغلة في تحقيق أهدافه العامة و الخاصة، فمثلاً هناك تمارين خاصة لتقوية الذاكرة نتّبعها مع الطلبة و مع الراغبين في تعلم اللغات، ما يساعدهم على حفظها بطريقة إبداعية و سهلة للغاية من خلال استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، فنحن نعلمهم كيف يدرسون بشكل صحيح من خلال تعاملهم السليم مع طريقة عمل المخ البشري، و ليس كما يتم بالطريقة التقليدية و هي التعلم من خلال عدد ساعات الدراسة، كما تعمل هذه التمارين على زيادة قدرات التركيز و التخلص من التشتت الذهني، و تساعدهم على التخلص من القلق و التوتر و الرهاب بطرق حديثة و رائعة جداً، بحيث يبدأ تأثيرها خلال لحظات قليلة من بدء استخدامها في تلك المواقف.

هناك تقنيات أخرى نقوم بتدريبها للتخلص من أعرض تشكل لعنة كبيرة على المصابين بها، كالتدخين و الفوبيا و الوزن الزائد، حيث أن التقنيات الحديثة التي نتبعها تكون نتائجها سريعة للغاية بشكل لا يصدقه المريض نفسه، كما حدث لمن ترك التدخين بعد جلسة واحدة فقط من العلاج الذاتي، و لمن تخلص من فوبيا الإلقاء خلال شهر واحد و التي لازمته لفترة تفوق العشر سنوات، و لمن بدأ يفقد وزنه بشكل منتظم كل أسبوع، بالإضافة إلى استخدامنا لتقنيات العلاج بالألوان، من خلال استخدام كل لون بطريقة تتناسب مع العارض الموجود أو القصد الذي ينبغي تحقيقه، و هي طرق تستخدمها كبرى شركات العالم و المطاعم و المنظمات الحديثة؛ لأنها تعرف مدى تأثير الألوان على نفسية الإنسان، و كيف يؤثر كل لون بطريقة مختلفة عن غيره من الألوان.

قانون الجذب هو جزء بسيط من علم الطاقة

الطاقة تجذب مثيلاتها، وهذا شيء صحيح في علوم الطاقة، الرسول الكريم أخبرنا في الحديث الشريف ( تفاءلوا بالخير تجدوه )، و المقصود هنا طبعاً التفاؤل و العمل، فالتفاؤل وحده لا يكفي، و على الرغم من أن قانون الجذب علم صحيح نقوم بتدريبه، إلا أن هناك الكثير من التقنيات الخاطئة و الدخيلة على هذا العلم الذي شوهته، و أظهرته بصورة مصباح علاء الدين، و الذي يتطلب منك فقط أن تطلب و تحصل على ما تريد و أنت جالس في بيتك، و هذا كلام أبعد ما يكون عن الصحة، فهذا القانون له أصول و قواعد و تقنيات، و أبسط قواعده أنه وسيلة أوجدها الله سبحانه و تعالى لنا، و علينا أن نفهم قواعدها لنستفيد منها، هو تماماً كالدعاء، و الدعاء له أصوله الخاصة من كيفية الدعاء و اليقين فيه و التماس الأوقات الأكثر قوة للإجابة و ما إلى ذلك، وهو كما قال الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم السؤال )

هل للطاقة والأحلام من لصوص وكيف نتجنب هؤلاء اللصوص ؟

يوضح الدكتور جمعه بأن هناك أربع شخصيات يواجهها الإنسان في حياته تعمل على سلب طاقته الإيجابية، و إحلال الطاقة السلبية مكانها، فهم عبارة عن شخصيات تسرق طاقتك عندما تقابلها أو تكلمها أو تتعامل معها أو حتى تفكر فيها في غيابها، بحيث تكون في نفسية مثالية، لتتحول مع تعاملك معها إلى النفسية السلبية غير المرتاحة، و لتشعر أن مزاجك قد انقلب بنسبة 180 درجة خلال لحظات.

الشخصية الأولى هو المضطّهد، وهو شخصية تحيط بها طاقة العصبية، و يسرق طاقة من حوله بالصراخ و التهديد و الوعيد و العدوانية، و قد تصل أحياناً إلى الضرب، نجد هذه الشخصيات تتمثل في أب أو أخ أو مدير عصبي، فتكون دوماً شخصيتك مختلفة في حضوره أو أثناء تفكيرك فيه،

المحقق: وهو شخص كثير الانتقاد، لا يسلم أحد من لسانه، فهو دائم السخرية و النقد، و يحب دوما ًتسفيه آراء الناس و إظهارهم بطريقة مضحكة أو سخيفة.

الغامض: وهو شخص تحيط به طاقة الحذر و الغموض، فهو دائماً لوحده خلال عمله ، أو دراسته ، أو طعامه، ما يجعل المحيطين به يتكلمون عنه طوال الوقت بشك و حذر، و لا يرتاحون خلال تعاملهم معه. الضحية: وهو أكثر النوعيات انتشاراً، وهو شخصية يميل إلى الشكوى كثيرا، و إلى إظهار نفسه بمظهر المسكين العاجز، فيشكو طوال الوقت قلة الحيلة أو المال أو مصاعب الحياة، ما يجعل الشخص الذي يكلمه يشعر بضيق و اختناق شديد أثناء الحديث معه.

كيف يمكن مواجهة لصوص الطاقة هؤلاء؟

يبين الدكتور عصام جمعه كيفية مواجهة لصوص الطاقة. فيما يلي:

المضطّهد: أبسط علاج هو التجاهل، و عدم التفكير المتواصل به، فكلما فكرت بكارثة ما دمرتك عشرات المرات قبل أن تحصل فعلاً، فأغلب الطاقة السلبية هنا تكون بسبب أحداث و أمور تخاف أن تحصل منها قبل أن تحصل فعلاً، لذا وكل أمرك لله فهو الضار النافع و ليس هؤلاء الأشخاص.

المحقق: اضربه بنفس سلاحه، اسخر منه لو سخر منك و انتقده إن انتقدك، و سيخشاك و يخاف منك، فتلك الشخصيات تخشى مثيلاتها، و لكن لا تستخدم هذه الطريقة إلا معهم.

الغامض: اكسر حاجز غموضه و اذهب أنت إليه، و تعرف عليه و خالطه، و ستجد – غالباً- أن انطباعك الأولي عنه كان خاطئاً، فقد يكون شخصية حذرة أو خجولة، و حتى عندما يكون شخصية غامضة فلن يمارس ألاعيبه معك؛ كونك قمت بكسر الحاجز معه.

الضحية: إن كان شخصية لا تميل للشكوى لكنه تعرض لموقف معين جعله يلجأ لك ليشكو همومه فاسمعه حتى انقضاء مشكلته، لكن لو كان شخصية شاكية طوال حياته فحاول معالجته من خلال محاضرات او دورات أو حتى مستشارين نفسيين، فإن لم يلتزم فاقطع صلتك به نهائياً فلا حاجة لك بتلك الشخصيات في حياتك، أما لو كان من المقربين لديك و لم ينجح علاجه فكن ذكياً في التعامل معه كأن تغير مجرى الحديث في كل مرة يشكو فيها إليك، و سيقتنع عندها انك لا تحب كلام الشكوى و سيبحث عن غيرك كي يمارس عليه طقوسه. و يوجه الدكتور عصام جمعه رسالة خاصة يدعو فيها الجميع على التعرف على تلك العلوم الرائعة التي يمكن أن تفيد الكثيرين في كل مناحي حياتهم العامة و الخاصة، شرط الوصول إلى المصادر الصحيحة لها و عدم تصديق كل ما يتم تداوله عن هذا العلم عبر شبكة الانترنت لأن أغلبها علوم زائفة و لا قيمة لها. ويدعو الناس لزيادة معرفتهم بهذه العلوم من خلال حضور الورشات التعريفية والدورات التدريبية الخاصة فيها وأنها تطبق كل المعلومات التي ترد فيها من أجل تحقيق الفائدة المرجوة التي يريدونها.