أدبية، روائية و شعر, الادبية

تلًّ الزعتر آه آه والف آه يا تلًّ الزّعترْ

بقلم ناصر عتيق


لم ولن ننسى
سقفَ المخيمِ القصدير
بردَه القارص بالليل واشعة شمسه تخترق قصدير سقفنا
لم يكن البردُ ليسرقُ منّا حلمَنا
ولا اشعةُ الشمسِ تُنسينا طريقَ التحرير والبندقية
بالرغمِ من القهرِ والظلم ِوالفقرِ والحرمان
بالرغمِ من المكتب الثاني
بقيت اعمدةُ الخيامِ صامدةً
آه يا تل الزعتر لم ولن ننسى
في هذا المساءِ اصبحَ الجُرحُ بندقية
في هذا المساء تمررين شرفة وشرفة و الشرفة الافُ الجرحى
الافُ الشهداء
الافُ المذابح
وشعبي الضحية
لا تغادر يا اخي في هذا الصباحِ وهذا المساءِ
انتظرني في اولِ محطّات السفر
سفرّ الى الشهداء الأحباء
تلُ الزعتر في الذاكرة جُرحٌ عميقٌ بعمق ِالمحيط
تل الزعتر ذكرى دموية وجريمة يندى لها جبينُ الإنسانية
تل الزعتر بصمة عار على جبين الخونةِ والطائفية
ايها الطائفي المجرم ان كنت تحاورني فلابد لي ان ادخل الحوار
ان كنت تريد قهري فلن اقهر
مازال هناك طلقةٌ في مخزن بندقيتي
لن اقهر طالما هناك صورةٌ اخي الشهيدِ تزينُ المكان
تزينُ سقفَ القصدير وعمدانَ الخيام والغرفةَ الصغيرة والجدرانْ
آه والف آه يا تل الزعتر
لم يتبقَ من ذكراكَ إلا الركام
وانقاضُ الخيامِ ودمعة ُ امي وصرخةٌ الطفلِ اليتيمِ وآهات ابي
وصورُ اطفالٍ عشقتُ بسمَتَهم
طالما استقبلوني وودعوني على ابوابِ الخيام
مازالت صورُ الاطفال تخبئ الاسرار
مازالت دماءُ شهدائ المخيم رطبة لم تجف بعد في الذاكرة والقلب والانسان
تل الزعتر قصصٌ حزينةٌ ورواياتٌ لن يستطيعَ الورقُ حملَها ولا الحبرُ خطَّ الكلمات
تل الزعتر جرحٌ نازفٌ
جرحٌ يئنُ وذكرى لا تتساقطُ بالتقادم
تل الزعتر لا زال جرحاً ولحناً ينشده الثوار
آه والف آه ياتل الزعتر
ودعناك شهيدا مع الشهداءِ على ابواب الخيام


ناصر عتيق شاعر وقاص يقيم في اوروبا