اخبار محلية, الاخبار

سرقة في وضح النهار… تغريبة فلسطينية للشيخ جراح

سرقة في وضح النهار…
تغريبة فلسطينية للشيخ جراح

عُلا حسن الكحلوت، قطاع غزة، فلسطين
لم أعش التغريبة الفلسطينية، و لم أُهجر من بيتي الذي احتواني عنوةً، و لم أمشي مسيرٌ طويلٌ لأرتمي في أي أرض بحثًا عن السلام و هربًا من عنجهية احتلال، و لكن عشت ما بعد التغريبة، أصبحت لاجئة و محرومة من حق التنقل في بلادي، و منذ صغري أي خبر سيء يكون الاحتلال هو فاعله.
و الآن، يعيد الاحتلال جُرمه الكبير في تكرار التاريخ من تغريبة فلسطينية لأهالي حي الشيخ جراح، للاستيلاء على القدس الشرقية، و إحلال أهلها الأصليين بمستوطنين لا يمتون للأرض بأي صلة.
خذلان عربي أردني
بدأت قصة هذا الحي عام 1956، عندما اتفقت الحكومة الأردنية مع الأونروا على إسكان 28 عائلة فلسطينية من لاجئي النكبة، فوق أرضٍ تسمى “كرم الجاعوني” في الشيخ جراح،التي تقع فى البلدة القديمة بالقدس، و لم تنفذ الاتفاقية بتسجيل ملكية البيوت و الأرض بأسماء العائلات في الطابو الأردني، بعد شرط إقامتهم لثلاث سنوات في بيوتهم الجديدة.
مخططات الاحتلال للتهجير القسري
واجه أهالي الحيّ منذ أكثر من 40 عامًا مُخطّطًا إسرائيليًّا لتهجيرهم من بيوتهم وبناء مستوطنة فوق أراضيهم.
فبعد احتلال القدس عام 1967 مباشرةً، استولى الاحتلال على منزل عائلة الشنطي التي كانت خارج القدس وقت الحرب دون أي قرار من المحاكم.
و منذ عام 1972، بدأت الجمعيات الاستيطانيّة بتقديم طلبات للمحاكم الإسرائيلية لإخلاء بقية الأهالي من بيوتهم بادعاء ملكيتها لقطعة الأرض التي يسكنون فوقها (حوالي 18 دونمًا)، لتتوالى جلسات المحاكم الإسرائيلية، والتي ظهر فيها بشكل واضح التواطؤ مع الجمعيات الاستيطانيّة، إذ رفض القضاة النظر في طلبات السّكان الفلسطينيّين لإثبات الملكيّة.
و في العام 2008، هُجّرت عائلة أم كامل الكرد من منزلها، وفي العام 2009، هُجّرت عائلتا الغاوي وحنون، وفقدت عائلة نبيل الكرد نصف منزلها. واليوم تستوطن في المنازل عائلات مستوطنين.
اعتصام أمام البيوت
تطالب عائلات الشيخ جراح الحكومة الأردنيّة بتقديم الأوراق الثبوتية اللازمة للمساعدة في إقرار حقوقهم في منازلهم وأراضيهم، التي تُعتبر بالنسبة لنا و لهم أغلى من أن تُباع أو تُترك، فالمقدسي نبيل الكرد المهدد بإخلاء بيته يجيب بإجابة موجعة عندما سئل” أين ستذهب بعد سرقة منزلك؟”
” إحنا بدنا نصير عالرصيف، ننام برا، أنا بعرفش وين بدي أروح يا زلمة، أنا كل ذكرياتي هون، أنا طفولتي هون، فتوتي هون، شبابي هون، دراستي هون، مدرستي من هون، تخريجي من الجامعة من هون، تزويجي و أولادي من هون، كلهم بهادي الدار، كل حجر في الدار بيحكي قصة عندي”
و الحاجة مريم الغاوي، اعتصمت أمام بيتها بعد استيلاء المستوطن للبيت متشمت على قهرها، رافعة شعار يؤكد ملكية البيت لها هذا بيتي بيت الغاوي.

و تطاول المستوطنون على المقدسيين، بعد إصدار محكمة الاحتلال قرارًا جديدًا يُمهل 4 عائلات من الحيّ لإخلاء منازلهم في شهر مايو، و3 عائلات أخرى حتى أغسطس القادم، ضمن مخطط استيطاني لبناء200 وحدة استيطانية فوق أراضي وبيوت أهالي الشيخ جراح، ويخدم هذا المخطط رؤية الاحتلال في تطويق البلدة القديمة للقدس بامتداد جغرافي استيطانيّ، وخنق الأحياء الفلسطينية وقطع تواصلها.
و حسب ما نشرت المحامية سامية الغصين على حسابها الفيسبوك ، يعتبر إخلاء حي الشيخ جراح من ساكنيه العرب الفلسطينيين وفق المادة السابعة الفقرة د من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية من ضمن الجرائم ضد الإنسانية التي تختص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر فيها.
ويعني إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان نقل الأشخاص المعنيين قسرًا من المنطقة التي يوجدون فيها بصفة مشروعة بالطرد أو بأي فعل قسري آخر دون مبررات يسمح بها القانون الدولي، مذيلة بهاشتاق #انقذواحيالشيخ_جراح.
كم أنا حزينة لوضع بلادي، و كل الأحرار تؤلمهم نكبات بلادي، و كل حر ثائر، غاضب، و لو كان الأمر بإيدينا لأقلعنا الاحتلال من ديارنا، و تذوقنا طعم الحرية، و عشنا على هذه الأرض التي تستحق الحياة بسلام و تطير الحمائم في السماء