اخبار محلية, الاخبار, السياسية, سياسية و اقتصادية, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية

فاقد الشيء لا يحتفل فيه! لا حرية ولا صحافة حقيقية في عالمنا العربي!

فاقد الشيء لا يحتفل فيه!
لا حرية ولا صحافة حقيقية في عالمنا العربي!

عُلا حسن الكحلوت، غزّة – فلسطين
شيئان قاربا على الانعدام في عالمنا العربي، بحيث لا يمكن أن نحتفل بهما لأن مضادهما هو الواقع، فالحرية أصبحت مُقيدة بقيود السياسة في المجتمع العربي، و الصحافة لم نعهدها كما درسناها بأنها هي السلطة الرابعة و أحيانًا الأولى، ليتغير مسماها من سلطة إلى مُتسلط عليه، فالصحافة أصبحت تعمل وفق ما تمليه عليها السلطات، و الويل لها إن خالفتها!
فالصحفي الذي يسعى لأن تكون كلمته حرة مستقلة، تصبح حياته تحت الخطر، مُراقب من جميع الجهات، و كأنه لم ينقل الواقع كما هو، لذلك نلاحظ غياب الصحافة الاستقصائية و إن وُجدت فالمخاطر تحيط بها من كل اتجاه!
و حتى المُتابع للصحافة العربية، و الباحث عن الحقيقة فقط، يتابع المؤسسة الإعلامية المتبنية لاتجاه معين، فتتعمد إخفاء وجه الحقيقة المعارض لسياسة ممولها، و اللجوء إلى خطاب الكراهية للطرف الآخر، فيقرأ في هذا و هذا، حتى يقترب من الحقيقة أكثر!
و لكن مع تزامن صحافة المواطن، و انتشار الشائعات و خطابات الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت مهمة البحث عن الحقيقة مهمة صعبة، فإذا بفريق يكون مؤيد لجهة، و فريق معارض، و فريق يكتفي بالحيادية!

و هذه المعضلة، لم تلتفت لها الصحافة الحقيقية، في نشرها بكل حرية لمجريات الأحداث كما هي، مع تحليل سليم لم يتأثر بالحزبية أو سياسة المؤسسة!

كما أن الصحفي أو الناشط الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُعرض للخطر، سواء خطر الاعتقال السياسي، أو خطر حتى إغلاق حسابه و الإبلاغ عنه، و تقييد حريته في الكتابة عن مواضيع تكون غير مرضية لسياسة الموقع!
إذن؛ الأقلام الحرة تواجه خطرين كبيرين بالواقع و المواقع في انعدام حريتها بالنشر و ممارسة عملها الصحفي كما يجب، من سياسة الدولة أو سياسة الموقع!

و للصحفي الفلسطيني خطرٌ ثالث كبير يواجهه يوميًا في وجود شبح الاحتلال في كل مكان، الذي يمنعه من تصوير جرائمه للشعب الفلسطيني، أو الكتابة عنهم بدون تفرقة الحروف، و الويل له إن خالف فإما أن يُعتقل و يُنفى، و أحيانًا يمنع من عمله الصحفي بسبب ضرر ألحق به كالصحفي معاذ عمارنة الذي أصيب برصاصة قناص صهيوني في عينه اليسرى أثناء تغطيته للمواجهات التي اندلعت بالخليل احتجاجًا على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، أو الموت كالصحفي الشهيد ياسر مرتجى الذي أُصيب برصاص الاحتلال في منطقة البطن، خلال تغطيته لأحداث مسيرة سلمية على الحدود، رغم ارتدائه درعًا واقيًا كتب عليه “press” (صحافة) لحظة الاستهداف!

فكيف سنحتفي بالثالث من مايو، و الصحافة لم ترى الحرية بعد!!!